الخوف مما سيقوله الناس عني الذين لم ينالوا التجربة التي أرادوها أو توقعوها مني
منذ ثماني سنوات أدركت أنني لا أستطيع أن أكون “بخير” بعد الآن، كوني بخير هو بمثابة دفع الكثير من الضرائب التي تهدئ بيئتي وفي المقابل أحصل على خانة صغيرة ومستقرة وآمنة نسبيًا لأقضي حياتي فيها
لكن هذه الخانة صغيرة جدًا، إنها صغيرة لأنها تحيط بي من كل الاتجاهات من خلال الأشخاص الذين يرغبون في أن يكونوا معي ومن حولي طالما أنني بخير
إن فقدان وجهة نظر الأخر كحدود هو رحلة مرهقة نحو الاستقلال
انه من الجنون إطلاق وجهات النظر التي تحدني، إنها وصفة للكوارث والتفكك، إنه التحرك في العالم دون تأمين، دون حراس
اليوم ظهر هذا الخوف من جديد، من إطلاق شيء غير مناسب والخوف من أي اسم حصلت عليه وهل سأترك من دون ما أحتاجه
لقد شاركت الله
وقال لي
“زوهار، لو تعلمين ما هو الاسم الذي حصلت عليه على مدى آلاف السنين… لو تعلمين كم من الناس ليسوا سعداء بي، يعتقدون أنني خنتهم، يشعرون بخيبة أمل بي، بعضهم لا يفهمني كثيرًا أو من أو ما أنا عليه، انهم متأكدون من أنني غير موجود ما يفعله الناس باسمي، بفضلي، بسببي، لأنني هكذا وليس هكذا، ثم ليس هكذا بل هكذا
أعرف ما يعنيه أن يساء فهمك، لا يُرى، مخيباً للآمال، لكنني مازلت موجوداً، وأنا باتحديد من أكون وما أنا عليه ولن يغير ذلك أي قدر من خيبة الأمل أو الثناء. لا تملق ولا هدايا ولا توسلات ولا غضب ولا نوبات غضب خطيرة
في اليوم الذي أتفاعل فيه أو أتأثر بما أثيره في الآخرين، سأخون دوري المقدس في الخلق. الخلق هو الوحيد الذي أحاول فيه صقل نفسي داخله، ولهذا طلبت منك أن تأتي إلى عالمي…” ثم انزلقت المحادثة إلى سطور أكثر شخصية قليلاً
انا أشعر وكأنني أسبح ضد التيار منذ بضعة أشهر
يريد التيار أن يذيبني في البحر، وأنا أسبح باتجاه مصدر نوري، وبالطاقة اللازمة للسباحة في هذا الاتجاه، يذوب مني كل ثقل يثقل كاهلنا ويصعب الحركة، ومع كل الوزن الذي يسقط، أبتعد عن البحر، بعيدًا عن مصدر الحياة إلى مصدر الوجود
لا أشعر دائمًا أن لدي القوة الكافية ثم ينهار شيء آخر، لكنني لا أنهار معه، أصبح أخف وزنًا وهكذا أقترب من الحقيقة الصادقة العارية التي هي أنا
ألا تنهار مع الانهيار، ألا تتوقف عند حد الآخرين، ألا تكون أسير الخوف من الفقدان، ألا تُخصي قواك في مواجهة الخوف من سوء الفهم، ألا تتخلى عن الصوت الداخلي
لخلع جلد الحرباء الذي تعلمت العيش داخله، في كل مرة نزع تنكر آخر
في بعض الأحيان أشعر بالتعب الشديد
ولكن بعد ذلك أذكر نفسي أنني لست زهرة نادرة تزدهر في الظروف القاسية
أنا العشب الذي ينبت بين الحجارة حتى في أصعب الأحياء
١٢ اب ٢٠٢٣