
17 أيار 2021
أنا لست طائرًا مغردًا نادرًا ولا زهرة أوركيد ناعمة، أنا العشب العنيد الذي ينمو بين بلاطات الرصيف، أول من ينبت من الأرض بعد حدث نووي، الذي يتم رشه ولكن لا يمكن استئصاله وجذوره قوية جدًا لاقتلاعه، من يخترق الشقوق وعندما لا يكون هناك صدع يرفع البلاط ويكسرها.
لا أتوقف عند الإشارة الحمراء، ولا أقبل بالحدود، ولا أوافق على الممكن، ولا أطلب الإذن.
عندما يُصرخ في وجهي أو أتأذى، لا أتراجع، لأنني أعرف كيف أسامح أولئك الذين آذوني وأعرف كيف أسامح نفسي لما أنا عليه وما بداخلي، عندما يألمونني أتنفس وأشفي جروحي، عندما يحجبونني أجد منعطفًا، وإذا لم أجد منعطفًا أحلم عنه، وأتحلى بالصبر وانتظر ظهوره.
ليس لدي أسلحة ولا أريد، أو لا أستطيع، أن أؤذي أو أقاتل أي شي، فقط أنمو، دون حل وسط، وعندما تقتلع الأوراق تتعمق الجذور وتتجدد.
هناك من يفضلونني بعيدًا، كمنظر طبيعي في حقل شخص آخر، أو كقطعة خضراء للاستجمام، لكنني لن أكتفي في حديقة عامة.
لا الحروب ولا الكراهية سيوقفونني، لن أتوقف لأنه صعب أو مخيف، لا توجد معابد في حركتي، عندما أصاب بالضعف أو الأذى، أحب نفسي كثيرًا لدرجة أنني سأزرع أعضاء جديدة، وبهذا الحب سأكسر كل صدع أجده وأتصدع لكل قشرة في طريقي لأن هذه هي أنا وهذا ما أعرف ان أفعله.
وان اعتقدتم أنكم وردة نادرة، وأنكم بحاجة إلى ظروف خاصة للازدهار، أو أنكم شديدي النعومة لاختراق الشقوق، أو أنكم طائر مميز لا قوة له في مواجهة الحديد والاسمنت، فاسألوا أنفسكم:
هل تستمرون في التنفس حتى عندما يكون الأمر صعبًا؟ هل تستمرون في الحلم والتعبير عن أنفسكم حتى وسط الضوضاء والعنف، هل تستمرون في النمو حتى عندما يسجنونكم، هل تستمرون في الحلم حتى عندما تكون الشعلة صغيرة، هل تخليتم عن أنفسكم في مواجهة تحديات الوجود أم أنكم مستمرون كل يوم، مع كل نفس، التعبير عن المزيد من الحب؟
اعتقدت يوماً أني زهرة نادرة ولكن اليوم عندما نظرت إلى الوراء أدركت أنني عشبة.